بدايات الطريق إلي إستقلال السودان .. الفصل الـ 19 (كتاب عبيد)
بدايات الطريق إلي إستقلال السودان
في 23 يوليو من العام 1952م، وثب علي الحكم
الملكي في مصر ضباط أحرار علي رأسهم اللواء "محمد نجيب"، معلنين
الجمهورية العربية المصرية، فكان لهذا الحدث العظيم وقع تأثير كبير علي مستقبل
السودان والمضي قدماً لنيل إستقلال السودان، فكيف كان ذلك؟؟؟.... "أوضح محمد
نجيب في مذكراته أن خطواته الأساسية الأولي كانت تستهدف جمع السودانيين بمختلف
احزابهم (علي رأسهم الأمة والإتحادي)، علي موقف موحد تعاونهم فيه مصر،وهذا ما دعاه
الي توجيه دعوته في البداية الي زعماء حزب الأمة المعروف بتمسكه باستقلال السودان
للحضور الي القاهرة، وأمكنه بفضل علاقاته القديمة مع "عبدالرحمن المهدي"
راعي هذا الحزب والذي تعمد محمد نجيب استقباله والحفاوة به في اثناء وجوده في مصر
بصورة رائعة ان يعقد اتفاقا مرضيا للطرفي يوم 29 اكتوبر 1952 وعندما حضر زعماء
الأحزاب الاتحادية العديدة الي القاهرة، فنجح في اقناعهم بضرورة توحيد جميع
الاحزاب الاتحادية المشتتة في حزب واحد هو الحزب الوطني الاتحادي وتم توقيع
الاتفاق في منزل محمد نجيب يوم 3 نوفمبر واختير اسماعيل الازهري ليكون رئيسا
لهذا الحزب. ولم تلبث المفاوضات ان بدأت في القاهرة بين مصر وبريطانيا لتعديل
دستور الحكم الذاتي في20 نوفمبر1952 وعندما تعثرت المفاوضات بين الوفدين بسبب
العقبات التي ظهرت.... اقترح السفير البريطاني بالقاهرة (رالفستي فنسون) علي محمد
نجيب قيام الرائد صلاح سالم عضو الوفد المصري في المفاوضات بجولة في جنوب السودان
ليري بنفسه احوال الجنوب وتم لصلاح سالم بالفعل القيام بهذه الرحلة مع عدد من
المرافقين في 28 ديسمبر1952 واستغرقت زيارته عشرة ايام كاملة، ونجحت المفاوضات
وتم للوفدين المصري والبريطاني توقيع اتفاقية الحكم الذاتي للسودان بمقر رئاسة
الوزراء بالقاهرة يوم 12 فبراير1953. وعندما اعلنت نتائج الانتخابات
البرلمانية التي اجريت في السودان في 25 نوفمبر1953 اتضح ان الحزب الوطني
الاتحادي اكتسح باقي الاحزاب واصبحت له اغلبية ضخمة في مجلسي النواب والشيوخ وفي
يوم 6 يناير1954 تم لمجلس النواب انتخاب اسماعيل الأزهري رئيسا للوزراء وتشكلت
الوزارة من اثني عشر وزيرا كانوا جميعا من الحزب الوطني الاتحادي واحتفلت جميع
وسائل الاعلام في مصر بهذا الفوز الساحق واصبح الشعبان المصري والسوداني ينتظران
في شوق قرب الاعلان عن اتحاد البلدين الشقيقين عن شغف ..... ولكن سرعان ما ..... تبددت
الآمال سريعاً، فلم تكن الأحوال السياسية في البلدين مناسبة سياسياً لتحقيقها....
لذا بدأ ابتعادهم تدريجيا عن قضية الاتحاد مع مصر..... وإنطوت تلك الصفحة وبدأت
بشاير صفحة أخري نجح الجانب السوداني في الوصول الي مرماها.
ملحوظة: يقال ان
الرئيس محمد نجيب ربطته علاقات طيبة مع (عبد الله الفاضل المهدي)، فإستثمر تلك
العلاقة في إنجاح الفاوضات بين الأطراف للوصول الي إتفاق سريع، وإستقبله بحفاوة
كبيرة في القاهرة.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية