السبت، 16 ديسمبر 2017

عبيد إلي الرفيق الأعلي "رحمة الله عليه" ـــــ (5 يوليو 1932) جزء من الفصل الـ 16 (كتاب عبيد)





عبيد إلي الرفيق الأعلي "رحمة الله عليه" ـــــ (5 يوليو 1932)


رواية والدي عن وفاة عبيد: وسألت والدي عن كيف وصل خبر وفاته إليكم، فقال لي: "كنت في سن ختان الأطفال، وهذه مناسبة يحتفي بها الأهل بأبنائهم، وتقام لها ولائم ويجتمع الأهل والمعارف والأصدقاء، وفي أحد هذه الأيام طُرق الباب .... وبعد قليل جاء والدي وهو في حزن وغضب شديد وطلب من والدتي أن تجردني من كل الحُلي التي أرتديها، حيث المختون وقتها يلبس من الحُلي أكثره، فغضبت جداً واعترضت، فكنت فرحاً بما أرتدي وبجواري أقراني، وبعدها علمت بوفاة "عمي عبيد" الذي لم أراه بل سمعت عنه فقط، وقال لي والدي أيضاً :"لقد طُلب مني، وقتها عدم إقامة عزاء ولا تجمهور وهذا أمر لا يقبل المناقشة وواجب التنفيذ، حدث هذا في5 يوليو 1932،هل رأيت من قبل مثل هذا الظلم والاضطهاد والجبروت.....!!!!!  وخيم الحزن علينا وبكيناه في دواخلنا وما جفت دمعة زرفت من والدته وشقيقاته وباقي العائلة في هذا الفقد العظيم ووري الثري في مدينة "واو"، و تسلمت جميع أغراضه وقمت بدوري بتقديمها الي والدته السيدة عرفة الخبير، الجلدة الصابرة .... وهكذا فقدت الابن قبل الأخ.
الخليل فى رثاء عبيد: خليل فرح كان من أحد أصدقاءه المقربين ومن رفاق وأبطال اللواء الأبيض وشعره يتغنى به، مثل "عزه فى هواك ونحن ونحن الشرف البازخ" ... لم تمر ذكرى وفاة الرفيق عبيد حاج الأمين إللا وتأثر بها أحد رفاقه، وهل هو الشاعر الوطنى الهمام خليل فرح أهدى عبيد قصيدة وطنية :

وقفٌ عليك وأن نأيتِ فؤادى
 
يا دارَ عاتكتى ومهدَ صبابتى

كم فى سمائك للنبوغ وفى ثرى
 
لك كالطبيعة فى الخمائل روغة

إيــــــــه  فديتك يا بلادى  ألّفى

فعلى كلا الحالين  نحن  ودائع
 
رعياَ لآباءٍ قضوا شوقاَ وما
 
وافى الربيع وفى ربوعك فتيةٌ
 
زهرٌ  كأن وجوههم من نبلها

أبناء يعرب حيث مجد ربيعة
 متشابهون لدى العراك كأنما
 
ماذا يقول المرجفون وكلنا

أصحاب مائدةٍ وأسرة منزلٍ

هذى ديارهم وتلك ربوعهم
                                                                                                                          

سيّان قربى فى الهوى وبعادى

ومثارَ أهوائى    وأصلَ رشادى

واديك  كم  للعــــــــبقرية  وادى

وعليك من سحب الجلال هوادى


من حاضرٍ بين  القلوب  وبادى

كودائع لك فى السجاب غوادى

خفيت عليهم منك بيـضُ أيادى

كــــانوا بطلعتهم ربيـع النادى

زهر  الكواكـب للــعيون  بوادى

وبنو الجزيرة  حيث  بيـت أيـــاد

نبتت  رمــاحهم  مع  الأجســـاد

فى  الله  والأوطــان أهل جهــاد

ونتـــاج بــاديةٍ  وفــتية وادى!

فسقى ثرى واديك صوبُ عهاد


عثمان محمد هاشم في رثاء عبيد: ورثاه صديقه العضو "عثمان محمد هاشم" في قصيدة من ديوانه "أوشحة الأغاني" وهذا جزء من الرثاء:

ان الثمار جنيناها على عجل تلك التى قد غرسناها بأيدينا
هذا عبيد(1) جنوب النيل يرمقنا وذا علّى(2) شمال النيل يدنينا
والنيل وحد بين القاطنين به والماء سر حياة الكون يسقينا

1) عبيد حاج الأمين
2) علّى عبد اللطيف

أحد أحفاد شيخ علماء السودان يروي قصة زيارة الرئيس نميري لقبر عبيد: روي لنا اللواء (هاشم الخير) فقال: عندما كنت في الخدمة في جنوب السودان زارنا الرئيس السابق "جعفر نميري" وقمنا معه بزيارة الي قبر البطل الشهيد عبيد حاج الأمين، وقرأنا الفاتحة علي روحه، ومن ثم طلب الرئيس وضع شاهد علي قبره. فكان الرئيس ونائبه "أبو القاسم محمد ابراهيم" من أشد المعجبين بالبطل. 

أقوال أحد أحفاد عبيد (محمد الأمين شيخ إدريس حاج الأمين): قال"اخوي عبيد  هو أول حفيد في الأسرة سُميّى على البطل عبيد حاج اﻻمين واسمه مركب عبيد حاج اﻻمين الشيخ إدريس حاج الأمين وهو مولود في لندن، عبيد اخوي زار العازه حاج اﻻمين قبل وفاتها بأيام وعندما رأته بكت بشدة تذكرت أخوها عبيد، أما عن البطل عبيد حاج اﻻمين كان في وقت موجود مع جدي الشيخ إدريس في بيته اﻻول في المحس  و عرفت من جدتي والدة أبي (عائشة بت الفكي البشير) ان جدي الشيخ إدريس كان دائما يزور عبيد في السجن ومعه والدته (عرفه الخبير) وكان عندما يعود من الزيارة يصاب برجفة شديدة حتى أصيب بالسكري، لتأثره بحالة أخيه وهو بين قضبان السجن. استشهد البطل عبيد حاج اﻻمين في العام 1932 بعد وﻻدة أبي بأيام رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته وكان جدي الشيخ إدريس مواصل ﻻخواته العازه و نفيسة وبت المنى شقيقات عبيد.

الحفيد عبيد عبد الله حاج الأمين في ضيافة النائب الأول: النائب الأول لرئيس الجمهورية "أبو القاسم محمد ابراهيم هاشم"، من أشد المعجبين كما أسلفت عن بطولات عبيد فطلب من والدي أن يصطحب شقيقي عبيد في ضيافته ويتكفل به ويجعل منه نسخة أخري من جده عبيد فكان شديد التعلق به ويصطحبه في كثير من المناسبات فخوراً. ولكن والدي رحمة الله عليه لم يبديء إعجابه بالفكرة وأكتفي فقط بمرافته له وقتما يشاء، كل التحايا العم العزيز أبو القاسم فهو إبن خالة والدي أي أحد أحفاد شيخ العلماء.







0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية