جمعية اللواء الأبيض ــ رسالة من عبيد الحاج الأمين (حول الشائعات التي تدور وقتها)
هذه مقتطفات من الجزء العاشر من الكتاب .....
( ·
وأرسل عبيد بدوره رسالة لتنشر علي صفحات
الجرائد المصرية نسبة
للأقاويل الكثيرة والإشاعات المقرضة التي حاولت حكومة
السودان "الاستعمار" بثها
بين الناس لتخوفهم وصرفهم من جمعية اللواء
الأبيض فكان هذا هو الرد.
جمعية اللواء الأبيض ــ رسالة من عبيد الحاج
الأمين: حامت حول هذه الجمعية
إشاعات باطلة من مصادر حكومية بالسودان من شأنها
تشويه سمعة الجمعية
وتصويرها أمام الرأي العام " البريطاني " وأمام
النزلاء الأجانب بصور منفرة
تبرر بها ما تتذرع به ضدها من وسائل العسف والإرهاب
تحت ستار " المحافظة
على الأمن العام ؟ " ويعلم الله ولا بد أن
يعلم الناس أي الفريقين صب الزيت على
النار وافترى هذه المفتريات . ترى الجمعية من
واجبها أن تصرح أمام الملأ
بمبادئها ومراميها لكى لا يكون فيالمجال متسع
لترويج هذه الأباطيل بين منٌ قد
يجهلون الحقيقة . وقطعا لألسنة المتقولين ورد كيد
الكائدين في نحورهم : ـــــ
1 ـــ جمعية اللواء الأبيض جمعية سودانية قبل كل شيءسودانية بأوسعمعاني
الكلمة .
2 ـــ غرضها الأساسيتحرير الوطن المعذب من رق العبودية
وخلاصة من يد
المستعمر الغاصب
.
3 ـــ لما كانت حياة القطرين الشقيقين متوقفة توقفاً تاماً علي إتحادهما
قلباً
وقالباً وعملهما متظافرين تحت ظل الدستور لاستقلال وادي النيل من
منبعه إلى مصبه
فالسبيل الوحيد الذي تسلكه هو الاجتهاد المتواصل لتحقيق هذه الوحدة
المنشودة تحت
ظل العرش المفدى والدستور العادل تعضيدها لكل عامل لخير مصر
والسودان
وتأييدها لوزارة الشعب في هذا سبيل .
4ـــ تتوسل الجمعية بكافة الوسائل المشروعة لبلوغ مقصدها وأول هذه
الوسائل
المجاهرة أمام العالم المتمدن ورفع صوت الأمة في كل ناد .
5 ـــ ليست الجمعية جمعية دسائس أو مكائد سرية ضد أي فرد أو مجموع أو
أمة
وهى تخدم كل الآراء المنزهة عن الأغراض السيئة مهما كانت مغايره لمبادئها .
6 ـــ لا تتحيز الجمعية لحزب دون آخر في السودان وهى تحمل للجميع كل
إخلاص
و احترام . وترجو أن تقابل بمثل ذلك ـــ ولا دخل للجمعية فما ينشره بعض
الكتاب بالطعن
في أشراف البلاد . فهي لا تتنزل لمثل هذه الوسائل الوضيعة .
7 ـــ تعمل الجمعية لتحقيق غرضها السامي دون سواه ــ فهي لا تخدم أية
سياسة
أجنبية . معتمدة على قوة حقها وصدق جهادها واثقة بالنجاح .
8 ـــ الجمعية موطدة الأساس متينة الجوانب معضدة من سواد أهل السودان ولا
تزيدها تصرفات الغاصب إلا قوة على قوتها .
ليحيى فؤاد الأول ملك مصر والسودان
.
وكيل جمعية اللواء
الأبيض
عبيد الحاج
الأمين
الخرطوم في يوم 30 يوليو
1924
الرسالة منشورة علي الأهرام بتاريخ 6
أغسطس1924, والأخبار الصحيفة بتاريخ
9 أغسطس 1924. ولكن هذه أفضل نسخة صالحة للتصوير, لما أصاب
النسخ
الأخريات من عوامل الزمن.
"نشرت في اللواء المصري في يوم الأحد 10
أغسطس 1924"
ملحوظة:-
تاريخ الرسالة يوضح أن علي عبد اللطيف كان
وقتها في السجن, الرسالة ذات أسلوب بليغ واضح من المعاني القوية, فما هي اللغة
العربيةإلا فصاحة لسان وبلاغة قول, وأحسب إن عبيد الحاج الأمين كان يتمتع ببلاغة
القول, وكما وصف أحد أصدقاء عبيد, وأحسبه " سليمان كشة", فقال : بان
"عليّ عبد اللطيف", كان رجل خطابة, وشعبية وفصاحة في اللسان, وأذكر له
موقف في المحكمة نشر في أحد الجرائد المصرية نقلاً عن "السودان", عندما
دار حوار بينه وبين القاضي فكان: "وحيث إن المتهم ناكراً لجميل الحكومة معه ,
تلك الحكومة التي رفعته من "عبد" إلي درجة "ضابط" بالجيش ولم
يراعي المتهم ذلك . (وهنا اعترض الأستاذ أمين أفندي الشاهد المحامي محتجاً علي هذه
الألفاظ وانسحب من الجلسة) فأثارت هذه الألفاظ المهينة غضب المتهم فقال إلي رئيس
المحكمة : " أنت غير مؤدب ... أنا لست عبداً لأبيك ! أنت في المحكمة وليست في
الشارع . فان كنت عبداً ! ففي بلدي ... فأترك العبد يعيش حراً في بلده ".
ولما نطق القاضي بالحكم قال عليّ :"لي الشرف أن أسجن بل أضرب بالرصاص في سبيل
بلادي بل خدمة وطني ".
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية