السبت، 16 ديسمبر 2017

مؤتمرالخريجين 1938 ومذكرته الشهيرة 1942 (الفصل الـ18) من كتاب عبيد







مؤتمرالخريجين 1938 ومذكرته الشهيرة  1942


مذكرات عبد الماجد أبو حسبو: الأستاذ عبد الماجد أبو حسبو في مذكراته عن مؤتمر الخريجين قال:
أولاً: كانت اتفاقية سنة 1936 قد قررت ضرورة العمل علي رفاهية السودانيين، ورفاهية السودانيين لا يمكن تحقيقها مع اهمال عنصر المثقفين الذين كانوا قد أصبحوا حقيقة كبري لا يمكن تجاهلها.
ثانياً: كانت معارضة الحكومة لقيام المؤتمر ستجد مقاومة عنيفة ليس من الحكمة التعرض لها في تلك الظروف لأنها ربما أدت الي حركة مثل "حركة سنة 1924" كما كانوا يعتقدون.
ثالثاً: كان الوعي قد تزايد وكانت ثقة السودانيين عامة بالخريجيين قد أصبحت حقيقة كبري وبذلك فقد أصبح المؤتمر حركة سياسية تمثل الطموحات الوطنية الأسياسية وليس الطموحات الوظيفية.
وواصل قائلاً: قبول الحكومة بقيام المؤتمر مشروطاً بأن لا يعمل المؤتمر في السياسة وأن يكون دوره محدوداً في رعاية شئون الخريجين وفي العمل الاجتماعي الذي لا يتعارض مع أسس الحكم القائم. وبالطبع غض عنصر الشباب الطرف عن هذه الشروط مرحلياً، وقبل تواجد كبار الموظفين علي رأس المؤتمر حتي يصبح حقيقة كبري يستطيع بها مواجهة الانجليز.

الإجتماع التأسيسي التاريخي: في ثاني أيام عيد الأضحي الموافق 12 فبراير لسنة 1938، اجتمع الخريجون حيث حضر أكثر من ألف خريج من مختلف مناطق السودان, في نادي الخريجين بأمدرمان، وافتتحه رئيس الجنة المتابعة الرئيس أزهري ثم بدأت انتخاب الجنة الستينية سراً وتواصلت فعاليات المؤتمر.

مذكرة مؤتمر الخريجين الشهيرة سنة 1942: بعدما أصبح مؤتمر الخريجين حركة شعبية ضاربة الجزور في أعماق المجتمع السوداني، والصوت العالي المتحدث باسم الشعب السوداني معبراً عن أمانيه وطموحاته وهذا ما كان يخشاه الانجليز منذ البداية، فجاء اعلان "ميثاق الاطلنطي" الذي قرر أن لكل شعب الحق في تقرير مصيره، فما لبث المؤتمر وقدم مذكرته الشهيره في سنة 1942، وكان وقتها يرأس المؤتمر المهندس ابراهيم أحمد، من الخريجيّ القدامي عرف بين الجميع بجديته واحترام الانجليز له ومن أبرز رجال "عبد الرحمن المهدي".
قدمت المذكرة لدولتي الحكم الثنائي بواسطة الحاكم العام ممثلا لدولتين، وهي تحوي:
أولاً: أن يعطي السودان الحق في تقرير مصيره بعد انتها ء الحرب مباشرة.
ثانياً: تأميم مشروع الجزيرة من أيدي الشركة الانجليزية صاحبة الامتياز بعد انتهاء عقدها في سنة 1950.
ثالثاُ: ان تتم سودنة الخدمة المدنية ليتولي السودانيين شئون بلادهم.
  فجاء رد الحكومة "المستعمر"، عنيفاً فلم تتوقع مثل هذه المطالب (أو الأحري الأوامر)، فقالت: ان المؤتمر لا يمثل الشعب السوداني فحسب، ولا يستطيع المؤتمر تمثيل الموظفين كافة. وحكومة السودان أقدر من المؤتمر علي تفهم احتياجات السودان ومطالبه وكيفية تقدمه. ثم جاء دور الانجليز مرة أخري (بل زاد نشاطهم) في أوساط الخريجين وعاد الصراع بين الطائفتين "الختمية والانصار"، وأنضم المصريين الي جانب الختمية في الصراع الدائر، وتعاون الشباب مع الختمية والمصريين ضد الانصار وحكومة السودان، وأصبح هناك معسكران (ختمي ــ مصري يدعمه الشباب ضد حكومة السودان التي يدعمها الانصار). ولعب الانجليز للمرة الثانية بعد ثورة 1924، في تأيد "عبدالرحمن المهدي" والتقرب اليه، بعد فتور العلاقة بينهما، وحثه علي قبول سياستهم التي ترمي الي التدرج بالسودان نحو الحكم الذاتي بعيداً عن مصر. ومن ثم أصبح هناك انقسام واضح في الحركة الوطنية، معسكر يدعو الي الاتحاد مع مصر، وأخر يدعوا لاستقلال السودان عن طريق المشاريع الانجليزية التي ترمي الي سياسة التدرج الي الحكم الذاتي. ومن ثم بدأت فكرة قيام أحزاب سياسية سودانية، اخذت في التنافر والتجاذب، مرت بكثير من التغيرات وظروف السودان وقتها والوسط المحيط بالبلاد الي ان جاءت، ثورة 1952 في مصر بقيادة الضباط الأحرار وعلي رأسهم اللواء محمد نجيب، الذي يعتز بالسودان والسودانيين.

اخوة عبيد في ميدان العمل السياسي: المأمور محمد حاج الأمين أحد أعضاء مؤتمر الخريجيين والقاضي حمد حاج الأمين عضو اللجنة التشريعية، ثم يدخل المجال الصحفي كأول رئيس تحرير لجريدة (النيل).

أحفاد عبيد أعضاء مؤتمر الخريجيين: من الأحفاد الأساتذة /حسن عليّ كرار (ابن أخته)/ محجوب عثمان اسحاق و حسن عثمان اسحاق (أبناء أخت عبيد).

أحد أعضاء مؤتمر الخريجيين استاذ الهادي أبو بكر اسحاق: في العام  1995 التقيت بأحد أعضاء مؤتمر الخريجين بالقاهرة في صحبة ابنته، الا وهو الأستاذ/ الهادي أبوبكر اسحاق (المستشار الثقافي السابق لسفارة السودان بالقاهرة)، تحدثت اليه في أمور كُثر فكان هذا جانب من حديث يخص اللواء محمد نجيب، فقال: "فعندما كنت في دراساتي العليا بمصر في كلية دار العلوم قابلت اللواء محمد نجيب، فكان يزورني وبالأخص عندما علم بانني أقطن بالقرب من شقيقه "محمود" بالمنيل. كان "محمد نجيب" غير راض عن الأحزاب السودانية و أوضاعها في ذلك الوقت، فهو ذات مولد ونشأه سودانية تعلم وتخرج من كلية غوردون، فكان له ولاء عظيم جداً للسودانيين، وعندما كان ضابطاً بالجيش في السودان له انشطة عديدة بنواديها، صلات وصداقات بشخصيات عدة بارزة في المجتمع السوداني"....  فما هو الوضع الذي آل إليه ؟؟؟. 





0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية