إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان (19 ديسمبر 1955) .. الفصل الـ 20 (كتاب عبيد)
الفصل
العشرين
إعلان
إستقلال السودان من داخل البرلمان (19 ديسمبر 1955)
صدرت صحف القاهرة في يوم الثلاثاء 20 ديسمبر لسنة
1955م، الموافق 6 جمادي الأول لسنة 1375هـ، وهي تحمل علي الصفحات الرئيسية خبر
استقلال السودان من داخل البرلمان السوداني، وها هي جريدة الأخبار القاهرية علي
سبيل المثال تتصدر صفحتها بالخبر التالي:
مصر توافق علي
قرار البرلمان السوداني
ــــــ
إعـــــــلان إســــــــتقلال الســــــــــودان ــــ
ـــــ حكـــــومة قوميــــة من جميــــع
الأحـــزاب ــــ
ـــــ لجنة خماسية تتولي سلطات الحاكم العام
ـــــ
تفاصيل
الخبر: أعلن مجلس
النواب السوداني استقلال السودان. وطلب من بريطانيا ومصر الاعتراف بالسودان
كجمهورية مستقلة. وطالب بقيام حكومة قومية في السودان. حيث وأفق البرلمان علي
انتخاب لجنة من 5 سودانيين تمارس سلطات الحاكم العام وأعلن أن السودان لا يحتاج
للجنة الدولية المقترحة الآن لان السودانيين سيباشرون بأنفسهم سلطات حكم البلاد. تقرر
انتخاب جمعية تأسيسية لوضع الدستور الجديد للسودان وإنشاء اتحاد فيدرالي بين شمال
السودان وجنوبه.
بلاغ
دولتي الحكم الثنائي: وقدم عبد الرحمن
دبكة الاقتراح القائل بتقديم خطاب الي معالي الحاكم العام من أعضاء المجلس مجتمعاً
يعلنون فيه ان السودان أصبح دولة مستقلة، ونرجو ان نطلب من دولتي الحكم الثنائي
لاعتراف بهذا الاعلان فوراً... وطلب السيد محمد أحمد محجوب في تعليقه علي هذا
الاقتراح، جمع الكلمة وحماية المستقبل صفاً واحداً لكفالة الخير العام لأبناء
السودان، وقال: حماية المستقبل وصيانته أولي من الحصول عليه، ولذلك ينبغي ان
نتكاتف لحماية هذا المستقبل. ثم قال السيد مبارك زروق: ان هذا اليوم يسجل انتصار
اًو سيظل ذكري حية علي مر السنين. وقد صفق النواب طويلاً حينما قال السيد مبارك
زروق:" انني أود ان أشير اشارة خاصة الي مصر الجارة العظيمة التي تربطنا بها
روابط الأخاء والمودة والمصالح المشتركة والتي لا تنكر أياديها الماضية علي
السودان، وعلي الرغم من السحابة التي مرت بين مصر والسودان فان مصر اذا توجت اليوم
سالف خدماتها واعترفت باستقلال السودان، فان السودان الحر المستقل لن ينسي مصرــــ
ولتطمئن مصر من ان السودان المستقل سيقف دائماً، ليسا لي جانبها فحسب، بلا لي جانب
الشرق العربي كله.
لجنة
لتمارس سلطات رأس الدولة: ثم قدم
الاقتراح السيد حسن جبريل وهو الاقتراح القائل بان هي ترتب علي استقلال السودان
التام قيام رأس دولة سوداني فور الاعتراف بالاستقلال. ولذلك فاننا نحن أعضاء مجلس
النواب مجتمعين، نري ان ينتخب البرلمان لجنة من خمسة سودانيين لتمارس سلطات رأس
الدولة حتي يتم انتخاب رأس الدولة بمقتضي أحكام دستور السودان النهائي، وتكون
الرئاسة في هذه اللجنة دورية كل شهر، وعلي اللجنة ان تضع لائحة لتنظيم عملها.
رأي
الجنوب: وقد قال
النائب "جوشوا ملوال" معلقاً علي هذا الاقتراح: أود ان أبدي رأينا نحن
الجنوبيين في تكوين هذه اللجنة الخماسية ليشعر الجنوبيين في المديريات الثلاثة
بمنتهي الغبطة عندما يعرفون ان أحد أخوانهم سينتخب ضمن هذه اللجنة الخماسية، وشعورهم
سيكون بالعجز اذا لم ينتخب أحد منهم عضواً في هذه اللجنة. وناشد النائب الجنوبي
الجميع للعمل في جو من التفاهم وان تزول بينهم الخلافات ويصلوا جميعاً لمصلحة
السودان أولاً، وأكمل... يجب ان تعمل هذه اللجنة علي اعادة الطمأنينة لاولئك
الجنوبيين الذين فقدو االثقة في الوضع الحالي، وما دامت مطالب الجنوبيين موضع
اعتبار فان السودان سيمضي قدماً الي الأمام.
دستور
مؤقت: أما السيد
محمد أحمد محجوب قال:"ان هذا الاقتراح يعتبر دستوراً مؤقتاً للفترة بين اعلان
الاستقلال وتعين رأس الدولة". وصرح السيد مبارك زروق... "ان أول مظاهر
الدولة المستقلة هو السيادة التي تتمثل في رأس الدولة، وانه مادمنا قد اتفقنا
وأعلنا الاستقلال، فليس بعسير ان نستكمل هذه الصورة".
تصريح
للأزهري: صرح الأستاذ
الأزهري، رئيس الحكومة، بعد انتهاء جلسة البرلمان، بان هذا اليوم من أسعد أيام
السودان فهو اليوم الذي أعلن فيه استقلال البلاد واستقرارها، ونسأل الله ان يمكننا
ويمكن السودان من ان يقف شقيقاً عزيزاً منهما الي جانب شقيقته مصر في كل الدهور
والعصور. وفي أول يناير1956 عقد البرلمان السوداني جلسته التاريخية التي أعلن
خلالها رئيس الوزراء اسماعيل الازهري استقلال السودان ثم أخطر اعضاء البرلمان انه
قد تلقي اعترافا بهذا الاستقلال من جمال عبد الناصر رئيس وزراء مصر وسلوين لويد
وزير خارجية بريطانيا وهكذا تم استقلال السودان وطويت قضية الاتحاد بين السودان
ومصر.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية