جزء من الفصل الثامن لكتاب عبيد
الأسباب
التي أدت الي نهوض الشبيبة لمكافحة الاستعمار: الشبيبة الناهضة من
المتعلمين والمثقفين خريجي "كلية غوردون" الأفندية، رغم الضغوط الممارسة
عليهم من قبل حكومة السودان "الإنجليزية"، وجدوا متنفساً بمتابعة
الجرائد والمجلات المصرية من ما تسني لهم ذلك، لصعوبة الحصول عليها، شبة محرمة
عليهم، وعند نشوب ثورة الزعيم "سعد زغلول" في مصر(1919)، أصبح الخلاص من كل ما
عانوا من بطش وظلم وقهر المستمر.... فجره قريباً إليهم..... وجعلوا من "سعد"
بطلهم المنقذ، وقرنوا في كل أقوالهم: (يحيّ الملك فؤاد الأول ويحيّ سعد وتحيّ مصر
ويحيّ شعب وادي النيل)، ومن ثم وجدوا من يناصر قضية وادي النيل من كتاب ووطنيين
فشجعهم هذا الي قيام تنظيمهم السري، كبداية لنشاط سياسي خفيء فلم تتسني لهم فرص
الجهر به. والسبب الأخر الذي دفعهم للعمل السياسي السري، هو سفر أول وفد سوداني
إلي إنجلترا لتقديم التهانيء لملك بريطانيا بمناسبة إنتهاء الحرب العالمية الأولي
وفوز إنجلترا في تلك الحرب، وكثرت الإحتجاجات والإنتقادات في الجرائد المصرية لسفر
الوفد، والشبيبة تقرأ هذه الأراء وتتفاعل معها، تطور تلك المراحل أثرت في أفكارهم
ودفعتهم إلي التفكير بكل جدية لعمل يعبرون فيه عما يعانوا من ظلم وجور وكراهية
لهذا الغاصب كما عبروا عنه في رسائلهم.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية