جزء من الكتاب علاقة عبيد وعليّ عبد اللطيف
عبيد وعليّ عبد اللطيف
ذكرت سلفاً أن "أحمد حسن الخبير" جد
"عبيد" عم والدته من الخندق ورث قصر والده وكل متعلقاته مع باقي إخوته، ومن
أحد العاملات لديه، والده "عليّ عبد اللطيف" يقال ــ كانت تعمل في
"عُواسة الكسرة" أي الخبز السوداني الشهير غذاء أهل المنطقة، ثم نزحت مع
زوجها إلي الخرطوم، وتنقلا إلي أن تقابلا "عبيد وعليّ" وأصبحا صديقين
بالرغم من أن الأول مدني تخرج من (كلية غوردون الثانوي القديم والثاني من
العسكريين تخرج من الكلية الحربية)، الا انه جمع بينهما العداء الشديد والكراهية
للإنجليز ثم بداآ العمل السياسي سوياً، وأن سبق "عبيد"، في تكوين تنظيم الإتحاد
السري . ولتعريف "عليّ عبد اللطيف" أكثر، فهذا جزء من كتاب دكتورة
"كوريتا" قالت فيه: ( كما هو معروف، لم يكن علىّ عبد اللطيف يتمتع بمرتبة
عالية داخل المجتمع السوداني الشمالي من ناحية النسب، وذلك على خلاف الأعضاء
الخمسة المؤسسين لجمعية الاتحاد السوداني الذين كانوا ينتمون إلى عائلات طيبة
وعريقة. فقد بدأ حياته وسط " ....." إذ أمه من الدينكا وكان أبوه من
أبناء جبال النوبة. لكن دخوله للسلك العسكري أتاح له الإنضمام إلى "صفوة
المجتمع "). وهذا جانب تعريف أخر ...." كان علىّ عبد اللطيف متشبعاً
بكراهية الإنجليز، فهو رجل عصامي ولد في أسوان، ووالده من جبال النوبة، نشأ في
رحاب أسرة محمد محمدين وهو محسى في الخندق، وأمه من الدينكا نشأت في رحاب أحمد حسن
وهو دنقلاوى من الخندق، وتاريخ ميلاده عام 1896م، وعمل والده في الجهادية في جيش
خليفة المهدي لفترة قصيرة، ولكنه هرب والتحق بالفرقة الثالثة عشرة والخامسة عشرة
في الجيش المصري، وحارب مع كتشنر، وعاش علىّ عبد اللطيف في الخرطوم، وكان يعمل في
خلال دراسته في مدرسة الخرطوم الإبتدائية في النادي البريطاني يحرس الخيول لقاء
خمسة مليمات (علماً بان أسرته ترفض ذلك)، فتربت لديه كراهيته للإنجليز، وعنى علىّ
عبد اللطيف بتثقيف نفسه، والتحق بالمدرسة الحربية، وكان البريطانيون قد إفتتحوا
مدرسة حربية في السودان مولتها مصر، وعنى بعليّ عبد اللطيف ريحان حنا الذي أوصى
عديله فرج أبو زيد الضابط الذي أصبح فيما بعد القائمقام فرج بك أبو زيد، أوصاه
فأدخله المدرسة الحربية. كان علىّ عبد
اللطيف عفيف النفس، تخرج عام 1914م، مثقفاً أنيقا، محباً للتعايش، متابعاً لمجريات
السياسة، وقد أجاد اللغة الانجليزية والعربية، وكان مفتوناً بالتحف والمصنوعات
السودانية وجلود الحيوانات والرياش، وكان يتاجر بها، وعين عام 1921م , نائب مأمور
في واد مدني، والتحم مع الصاغ محمد فتوح وهو ضابط مصري، وفتح منزله للخريجين،
وكانت تصله الصحف المصرية، والكتب السياسية، وقد درج على عزة النفس، فهو لا يحيى
الموظفين المدنيين البريطانيين، وكان البريطانيون يلزمون غيرهم بالوقوف لهم عندما
يمرون بهم، وكانوا يلزمون من يمتطى حماراً أو دابة أو عجلة أن ينزل لهم، وإشتبك
علىّ عبد اللطيف مع مفتش المركز البريطاني بمدني، ورفض أن يقف له محيّياً. ولعليّ
عبد اللطيف مواقف قبل دخوله الحراك السياسي "أي إنضمامه إلي جمعية اللواء
الأبيض"، بعض أعضاء التنظيم السري "الاتحاد السوداني" يجزمون أنه
لم يكن عضواً معهم لتهوره وفرض كراهيته الشديدة للإنجليز وهم يعملون في سرية تامة
دون الإصطدام مع البوليس السياسي، والبعض الأخر يقرون بعضويته، وفي كلا الحالتين
أصبح رئيساً لجمعية اللواء الأبيض وله مواقف تذكر.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية